فضاء حر

حُرّية حواء .. وتسلط آدم

يمنات
حواء نقطة البداية التي أوجدها الله على الأرض، عنوان الولادة للإنسانية المتتالية على مدى العصور ومفتاح البشرية الأول منها انبعثت سيمفونية الوجود واستمرارية البقاء لمواطن البشر.
بتكملته اكتملت دائرة البناء الإنساني وأخذت شكلها المنتظم في إطارية لا حياد عنها بأنه لولاها لما اكتمل هذا البناء، كائن أنثوي يحمل من العواطف والأحاسيس والخوالج المترابطة ما يجعله يستحق وبشهادة معلنة بانفرادية الطبع وسيكولوجية التكوين وامتلاك الحاسة السادسة بنسبة تفوق الرجل، فبانفرادية طبعها وسيكولوجية تكوينها استحوذت لقب حواء لتكون العاطفة المتدفقة والإحساس المتعمق والرؤيا البعيدة لما هو أبعد من تفكير الرجل وتأمله، بفطرتها خلق الكبرياء المشروع واتسمت بطباع عدة منها الحياء وشلال الدموع الذي لا ينقطع إلا بانقضاء الوجود دائماً تهدف لتبرز على السطح، ولأنها تسعى إلى الاستقلالية وإثبات ذاتها كونها مخلوقا قائما بذاته تعشق الحرية وترفض أسطورة الدونية التي تسقط حقوقها وتلغي فاعلية أدائها وتمحي معانٍي قواتها ومدارك قدراتها كونها نظرة تسلطية نرجسية من الرجل تفجر بداخلها ثورة تمردية تجعلها تقف موقف العداء من الرجل.
آدم هذا الكائن الذي تحكمه العاطفة المتوازنة والعقلية الصلبة والنظرة الممزوجة بالعقل والعاطفة في آن واحد، لا يضعف ولكن قد ينكسر، لا يسلم ولكن قد يستسلم، يرفض أن تكون المرأة في المقدمة ولكن قد يسمح بأن تكون في الخلف دائماً، قد يمكنها ولكن لا يسمح بزعامتها، ينظر لها بأنها الأضعف وأنه الأقوى و هو الأجدر بالإدارة وهي المنصتة، هو الرقم الأول وهي الذي يليه هو نقطة البداية والنهاية وهي فيما بينهما هو الأحق بأن يكون البطل وهي الكائن الضعيف في التكوين الهزيل في الشكل كونها لا تملك العضلات التي تصف بالرجولة حينما يوظفها نحو الأضعف منه هذه هي حواء وهذا هو آدم.
هذه هي المرأة التي ترفض الدونية والمراتب الأخيرة، وهذا هو الرجل الذي لا يقبل بأن تكون المرأة الأقدر منه، وصاحبة المراتب الأولى، ومن هنا لن ينتهي الصراع إلا بتخلي الرجل عن فكرة الدونية نحو المرأة واعتراف المرأة بوضعية الرجل كونه هو الرجل.

زر الذهاب إلى الأعلى